insomnia

دراسات النوم والأرق

بعد بحث في مختلف المكتبات، وتصفُّح للعديد من البحوث والدراسات التي لها مدخل زمنيٌّ، قيَّدتُ جملة من العلوم، مـمَّا له صلة وثيقة بالبرمجة الزمنية، إمَّا في طبيعة مادَّتها، أو في منهجها، وقد صنفتها في لائحة استبعدت منها ما يعالج جوانب من الزمن غير الزمن الإنسانيِّ، مثل: الزمن الميتافيزيقي، والرياضي، والفزيائي… أو ما يعالج الزمن الإنسانيَّ من مداخل بعيدة عن البرمجة الزمنية.

ومن هذه العلوم:

  • علم إدارة الوقت.
  • علم اجتماع الفراغ.
  • الترويح (التربية الترويحية).
  • ميزانية الوقت.
  • دراسات النوم والأرق.
  • علم “الساعة البيولوجية”.

النوم جزء أساس من حياة كلِّ إنسان، من لدن آدم عليه السلام إلى أن تفنى البشرية، و«لقد عُرف الدور الهامُّ الذي يلعبه النوم في حياة الإنسان منذ أقدم العصور»([1])،  فكان مجالا خصبا للتأمُّل والملاحظة، وحقلا شاسعا للآراء والتخمينات.-

وللحضارات القديمة كلِّها مساهمات متباينة في تفسير ظاهرة النوم، ويعتبر ما كتبه الأطبـَّاء المسلمون من أبرز ما ألِّف في تاريخ الإنسانية، مشرقا ومغربا، يقول الدكتور هيثم المنَّاع: «احتاجت البشرية إلى ألف عام لتتخطَّى دراسة الكندي»([2]).

ومع أوائل القرن العشرين – وبالضبط سنة 1924م – اكتشف العالِم الألماني “هانس برغر-Hans Berger” تخطيط الدماغ الكهربائي “Electro-encephalo-gramme” فكان بمثابة الإعلان عن بداية الدراسات السريريـَّة المخبريـَّة لعالَم النوم([3])، ومنذ ذلك التاريخ والأبحاث تتوالى، إلى أن تجنَّد في الثمانينيات «جملةٌ من الباحثين من تخصُّصات مختلفة جدًّا، انطلقوا من دراسات متباعدة تماما، ومن طرق متباينة، ليلتقوا في فهم عالَم الليل الغامض»([4]) من نومٍ، وأرق، وأحلام…

أمَّا عن مجال اهتمام دراسات النوم فمتعدِّد الجوانب؛ ذلك لأنَّ النوم مرتبط بمفاهيم عديدة، أبرزها:

  • الزمان (مبكِّر-متأخِّر، قليل-كثير، ليلي-نهاري، منتظم-غير منتظم…)
  • والمكان (أين ننام، ومع من، الضجيج، المحيط…)
  • والمتطلَّبات (الاجتماعية، والمهنية، والثقافية…)([5])

وبدهيٌّ أنَّ البرمجة الزمنية سترجع إلى نتائج الأبحاث في عالم النوم، لتقارن بين ما جاء في النصوص الأصلية من قرآن وسنَّة، وما ذُكِر في الدراسات المعاصرة، لمحاولة الإجابة على الأسئلة الآتية:

  • كم هو عدد ساعات النوم في اليوم؟ هل هي ثابتة؟ أم مختلفة باختلاف الأشخاص، والفصول، والمناطق الجغرافية، والوظائف… ؟
  • متى يجب أن ينام الإنسان؟ ومتى يكره؟ ومتى يمنع؟
  • ماذا عن نوم الفجر؟ والضحى؟
  • وماذا عن نوم القيلولة؟ والعشيِّ؟… الخ.

والإجابة على هذه الأسئلة – ولو جزئيا – سيسهم في معرفة وتحديد البناء الأمثل للبرمجة الزمنية، ويكتشف أخطاء الإنسان المعاصر في تعامله مع الموت الأصغر، واللغز المحيِّر: النوم.


[1] –  جعفر عبد الرزاق : النوم والأحلام، أحلام الطفل؛ د.م.ن.، د.ت.ن.؛ ص5. 

[2] –  هيثم، المناع: عالم النوم؛ دار الحوار، سورية، ط1: 1990م؛ ص16.

[3] –  نفسه.

[4] – Schuller Edmond (Dr): Les insominies et le sommeil: collection: comprendre pour guérir; ed. Robert Laffont. Paris, 1997, p16.

     كنموذج لهذه الأبحاث انظر-

Alexandre Le sommeil et la santé, spoutnik (Fev1990) p130.

Ferrara Jean: La pilule de L’éveil, Science et vie (no 862, Juillet 89) p54.
Science et vie: Le sommeil: dossier spécial, (No 996, Sep 2000)

[5] –  هيثم: عالم النوم؛ ص6، 7 (بتصرف). وانظر- الشربيني أيمن: الأرق وهم له علاج، أحدث الدراسات عن النوم والأحلام ومشكلة الأرق؛ مكتبة ابن سينا، القاهرة، 1994م؛  ص112. وليون جوزيت: مائة نصيحة ونصيحة للنوم؛ دار الكتاب العربي، دمشق-القاهرة، 1414هـ/1993م؛ ص275-280

عن د. محمد باباعمي

د. محمد باباعمي، باحث جزائري حاصل على دكتوراه في العقيدة ومقارنة الأديان، سنة 2003م، بموضوع: "أصول البرمجة الزمنية في الفكر الإسلامي مقارنة بالفكر الغربي"، وحصل على الماجستير في نفس التخصص سنة 1997 بموضوع: "مفهوم الزمن في القرآن الكريم"، وعلى دبلوم الدراسات المعمقة في العقيدة والفكر الإسلامي، سنة 1994م، بموضوع: "مراعاة الظروف الزمنية والمكانية، والأحوال النفسية، في تفسير الآية القرآنية". صاحب الدعوى العلمية لتأسيس "علم الزمن والوقت"، بإشراك ثلة من الباحثين والأساتذة. للاطلاع على السيرة الذاتية التفصيلية: https://timescience.net/2021/11/13/%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%b9%d9%85%d9%8a-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a8%d9%86-%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%89-%d8%b3%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%b0%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a9/

شاهد أيضاً

Daily Programming Rules from the Holy Sunnah

Daily Programming is not just a number of deeds to accomplish during the day; night …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *