علم ميزانية الوقت

علم ميزانية الوقت

بعد بحث في مختلف المكتبات، وتصفُّح للعديد من البحوث والدراسات التي لها مدخل زمنيٌّ، قيَّدتُ جملة من العلوم، مـمَّا له صلة وثيقة بالبرمجة الزمنية، إمَّا في طبيعة مادَّتها، أو في منهجها، وقد صنفتها في لائحة استبعدت منها ما يعالج جوانب من الزمن غير الزمن الإنسانيِّ، مثل: الزمن الميتافيزيقي، والرياضي، والفزيائي… أو ما يعالج الزمن الإنسانيَّ من مداخل بعيدة عن البرمجة الزمنية.

ومن هذه العلوم:

  • علم إدارة الوقت.
  • علم اجتماع الفراغ.
  • الترويح (التربية الترويحية).
  • ميزانية الوقت.
  • دراسات النوم والأرق.
  • علم “الساعة البيولوجية”.

ميزانية الوقت “Time budget” من أهمِّ الدراسات الاجتماعية المعاصرة، وأوَّل «دراسة على نطاق كبير لتحليل ميزانية الوقت، أجريت سنة 1922م في الاتحاد السوفيتي، تحت إشراف “مستر ومولن” أستاذ علم الاجتماع، والتي استندت على دراسات عالم الإحصاء “نيموف”»(1).

وميزانية الوقت «سجلٌّ يوميٌّ صمِّم لكي يسجِّل الناسُ فيه ما يفعلونه، في فترات زمنية منتظمة، أثناء ساعات اليقظة»()؛ لغرض التجميع والإحصاء بعد ذلك.

وبالتالي فهو إجراء كمِّيٌّ يعتمد علم الإحصاء، ويمثِّل الوسيلة الفعَّالة لعلم اجتماع الفراغ، وللترويح، ولإدارة الوقت… ولكافَّة الدراسات الزمنية الميدانية()، وبخاصَّة في قياس حركية الزمن وتطوُّره، في الحياة اليومية للإنسان المعاصر.

ويُعتبر عمل “وليام قروسان” المعنون بـ”أوقات الحياة اليومية”() أنموذجا حيًّا للبحوث المعتمِدة على ميزانية الوقت في المسار الاجتماعيِّ، وهي عبارة عن استبيان ميدانيٍّ على عيِّنة من العمَّال المتراوح أعمارهم بين 20 و65 سنة، يدور حول: علاقتهم مع الزمن، وتصوُّراتهم حوله، ومواقفهم تجاهه.. حسب العمر، والجنس، والحال المادية، ونوع المهنة… 

ولقد تطوَّرت هذه العلوم في الغرب حتى صارت سمة من سماته()، أمَّا في العالَم العربيِّ فمثل هذه الأبحاث التي تحتاج إلى سبق علميٍّ، ووسائل متطوِّرة، لا تزال نادرة في الجامعات والمكتبات العربية والإسلامية. تقول الدكتورة عطيات محمد خطاب: «لا توجد (حتى سنة 1990م) دراسة علمية لتحليل ميزانية الوقت في جمهورية مصر»().

أمَّا ما يستفيده الباحث في البرمجة الزمنية من ميزانية الوقت، فإنَّ المؤكَّد أنَّ بعض النتائج التي توصَّل إليها الدارسون، وبعض الإحصائيات الدقيقة، سيستأنس بها للتدليل على بعض الآراء في توزيع الأعمال على الأزمان. من ذلك مثلا: ترتيب سلَّم القيم في المجتمعات المعاصرة؛ تحليل الغايات والأهداف والأولويات؛ تحديد الوقت الكافي للنوم – إحصائيا -، وتقليص أو زيادة ساعات العمل اليومية…

ولست أدري هل في الإمكان مستقبلا، بالاعتماد على التحليل الآلي للقرآن الكريم، أو السنَّة النبوية الصحيحة، أو حياة الصحابة والتابعين – مثلا – أن نصل إلى نتائج كمِّية إحصائية، ولو جزئية، باستخدام مناهج ميزانية الوقت… في العلاقة بالوقت، والمواعيد، والعمل، والفراغ، والنوم…؟

عن د. محمد باباعمي

د. محمد باباعمي، باحث جزائري حاصل على دكتوراه في العقيدة ومقارنة الأديان، سنة 2003م، بموضوع: "أصول البرمجة الزمنية في الفكر الإسلامي مقارنة بالفكر الغربي"، وحصل على الماجستير في نفس التخصص سنة 1997 بموضوع: "مفهوم الزمن في القرآن الكريم"، وعلى دبلوم الدراسات المعمقة في العقيدة والفكر الإسلامي، سنة 1994م، بموضوع: "مراعاة الظروف الزمنية والمكانية، والأحوال النفسية، في تفسير الآية القرآنية". صاحب الدعوى العلمية لتأسيس "علم الزمن والوقت"، بإشراك ثلة من الباحثين والأساتذة. للاطلاع على السيرة الذاتية التفصيلية: https://timescience.net/2021/11/13/%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%b9%d9%85%d9%8a-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a8%d9%86-%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%89-%d8%b3%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%b0%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a9/

شاهد أيضاً

Daily Programming Rules from the Holy Sunnah

Daily Programming is not just a number of deeds to accomplish during the day; night …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *