الأسس الشرعية والحسابية للتقويم الهجري – تقرير محاضرة

ضمن سلسلة المحاضرات الشهرية نظم معهد المناهج يوم السبت 17 ذو القعدة 1445هـ الموافق لـ: 25 ماي 2024 م محاضرة للأستاذ البروفيسور سبتي هديبل من جامعة الجزائر 1، والتي حملت عنوان “الأسس الحسابية والشرعية للتقويم الهجري“، وقد صادف موعدُ المحاضرة الذكرَى الثانيةَ لإطلاق دعوى تأسيس علم الزمن والوقت.

افتتح الدكتور كلامه بالتنويه بأهمية العناية بالزمن ودراساته، واسترداد الإرث المعرفي الزاخر الذي فقدناه بعد أن كنا روادا فيه، وريادتنا فيه لم تكن مقتصرة على النخبة وحدها، فالفلاحون كانوا عارفين بدقائق التفاصيل في المجال، والبحّارة أيضا، وكذا الأمهات في بيوتهن، فالوقت كان ثقافة وقضية رأي عام.

أبرز خصائص هذا المجال أنه يجمع أكثر من ميدان معرفي، مما يجعل الذين سجنوا أنفسهم في أقفاص التخصصات لا يقدرون على تناوله ودراسته، وهو الذي يبين بوضوح مدى تركب الظاهرة الإنسانية التي تستدعي دراستها أكثر من مجال معرفي واحد.. ومن لم يدرك أن دراسة الوقت هي دراسة لعمره وساعاته وأيامه، فإنه لم يرقَ بعدُ إلى المستوى الذي يريده الله عز وجل من الإنسان الخليفة، وهذا كله يقتضي ضرورةً الاجتماعَ والتكامل المعرفي.

” التقويم شعار كل أمة، فكل حضارة تميزت بتقويمها الخاص، واعتماد أمة تقويم غيرها هو دليل تخلفها”

انتقل الأستاذ إلى التعريف بمفهوم التقويم وأسسه، ثم تطرق إلى التقويم الأشهر حاليا “الغريغوري” مبينا ما وقع ويقع فيه من تصحيح وتعديل -شأن كل عمل بشري- ليدخل في صلب موضوع المحاضرة الذي هو التقويم الهجري، مبينا خصائصه، وطريقة الكبس فيه، وهو كما وصفه المرغني السوسي في نظمه:            أيامه سند وزيد الخُمْس    . . .    والسُدُسُ منها يكون الكبس  (س=300 ن=50 د=4 )

“أساس الحضارة التمكن في المكان والزمان.. فهو الخطوة الأساسية لكل نهضة”

أحال الأستاذ إلى عدد من المؤلفات والأعلام في سياق محاضرته، على غرار الجادري والمرغني السوسي والخوارزمي والبيروني، ثم أشاد كذلك بفضل شيخه عليه في المجال الشيخ بن الحسين محمد، مؤكدا على أسفه على تغييب كل هذا الإرث من منظومتنا التربوية والمعرفية.

انتقل الأستاذ إلى عرض بعض الأدوات التي يستخدمها في حساباته ودراساته، ليختم العرض بالآلة التي سجل بها براءة اختراع سنة 1443 هـ، وقد تمثلت في “قرص التأريخ الدائم لتصفيف أيام الأسبوع للسنة الميلادية والهجرية”، وبعد ختام العرض، تفضل الحاضرون بمداخلات واستفسارات منحت العرض أبعادا إضافية، فأفاد كل من الدكاترة خالد يونسي، الصادق بوروبي وأحمد معبوط وغيرهم من الأساتيذ الأفاضل، كل بما لديه من زاوية تخصصه.

انتهت المحاضرة بعد أن أكدت فحوى ما في دعوى تأسيس علم الزمن والوقت من ضرورة استعادة هذا الإرث المعرفي الزاخر، وتفعيله في واقعنا، وأن الدور دورُ جماعة علمية تلتف وتتكاثف حول المشروع لتسنده وتقيم أركانه.

ختام المحاضرة كان بتكريم معهد المناهج للأستاذ المحاضر بشهادة شكر وتقدير باسم الدكتور محمد باباعمي وسائر طاقم المعهد، فبارك الله في الحاضرين والمنظمين، وإلى لقاء معرفي آخر بحول الله.

محمد هيبة
قسم إنتاج المعرفة
الأحد 18 ذو القعدة 1445 هـ / 26 ماي 2024 م
(قبل يومين من الذكرى الثانية لإطلاق الدعوى)

عن Mohammed HIBA

طالب علم شغوف بالمعرفة، ومشتغل بالنشر على موقع علم الزمن. .

شاهد أيضاً

معالم في علم الميقات – تقرير محاضرة تطبيقية

بتاريخ الإثنين 11 جمادى الأولى 1444 ه الموافق لـ 5 ديسمبر 2022 م، تم تنظيم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *