الفزاري: أوَّل من عمل في الإسلام إسطرلابًا

إبراهيم بن حبيب الفزاري، أبو إسحاق (ت.160هـ/ 777م)

محمد بن إبراهيم بن حبيب الفزاري،عبد الله (ت.180هـ 796م)

الصورة القلمية:

يسجل سوزكين تضارب المصادر في الاسم: فأحيانا يُدعى “إبراهيم الفزاري”، وأحيانا “محمد بن إبراهيم”؛ والحال أنهما شخصيتان منفصلتان: الوالد إبراهيم (ت.160هـ/ 777م)، والابن محمد (ت.180هـ 796م)؛ ولقد كان الوالد فلكيًّا، ولقد يكون مترجما من الهندية؛ لكن يبدو أنَّ المؤلَّفات هي من وضع الابن “محمد”؛ إلاَّ أنَّ المصادر تنسبها إلى الاثنين معًا بنفس العناوين. وهذا الخلط انتقل من القدماء مثل ابن القفطي إلى المحدثين مثل سوزكين وطوقان.

الفزاري (الوالد والولد) من بواكير التأليف في الفلك والهيئة، والزيج والتقاويم، والنجوم والكواكب، والأسطرلاب وذات الحلق؛ ولقد عمل بالرياضيات الفلكية، واعتنى بالجانب العملي من الفلك؛ فهو بذلك “عالم متقدم على عصر النهضة العلمي” بما يقرُب من قرنٍ من الزمان، وقد وضع البصمات الأولى للاعتناء بـ”علوم الزمن والوقت” في التراث الإسلامي؛ إذ لم يقرأ “المجيسطي”؛ وإنما تأثر “بالسند هند”، وتمكن من اللغة الهندية، ثم ترجم منها. واضح أنَّ الفزاري لم يطلع على اليونانية، بل إنَّ ما ورد من شذرات من علم الفلك اليوناني إنما وردت عن طريق الترجمة الهندية إلى العلماء العرب المسلمين.

ولعلَّ ترجمته كانت أوَّل ما نقل من الهندية إلى العربية من أرقامٍ.

ويلاحظ كونُه في بلاط هارون الرشيد (ت.149هـ/766م)؛ ثم أبو جعفر المنصور (ت.158 هـ، 775م) وكذا أثر السلطة في تطوير العلوم بارزٌ؛ إذ وجد العناية الكافية، والبيئة الملائمة.

ألَّف (الوالد والولد) باللغتين العربية والفارسية، مع معرفته بالسنسكريتية والهندية، وهو ما يجعله متميزا..

الترجمة:

عالم في الرياضيات والفلك؛ كان في بلاط هارون الرشيد (ت.149هـ/766م)؛ وكان كذلك عالما باللغات، ومترجما للعلوم؛ اشتغل بالتنجيم وألف فيه؛ وهو من نسل الصحابي سمرة بن الجندب رضي الله عنه؛ ترجم من الهندية وألَّف وأضاف.

وكان ابنه محمد إبراهيم الفزاري ممن أخذ عنه، وبرز كذلك في الفلك والهيئة؛ ولقد وقع الخلط بينهما.

وأشهر مؤلفات الفزاري: “تسطيح الكرة” ومنه أخذ مَن بعده من علماء المسلمين.

إليه ينسب اختراع الأسطرلاب؛ وقد ذكر ابن النديم في “الفهرست” أنَّ الفزاري “هو أوَّل من عمل في الإسلام إسطرلابًا، وعمل إسطرلابًا مبطَّحًا ومسطَّحًا”. 

ومن آثاره في علوم الزمن الوقت:

– “كتاب الزيج على سني العرب“: حُفظ بعنوان مغاير لنفس المحتوى: “الزيج القويم في فنون التعديل والتقويم“؛ ولقد جرى العمل به إلى أيام المأمون (ت.218م/832م)

– ترجم كتاب “سدهانتا” من اللغة الهندية إلى العربية، وسماه “السند هند الكبير” وقد اعتنى به محمد بن موسى الخوارزمي (ت. بعد 232هـ/847م)، وألف ما عرف بـ”زيج الخوارزمي”، فحل محلَّ “زيج الفزاري”. وكان زيج الفزاري المرجع الأساسي لعلماء الفلك إلى عهد المامون (ت. 218هـ/833م).

– “كتاب المقياس للزوال“.

– “كتاب العمل بالأسطرلاب، وهو ذات الحلق“. 

– “كتاب العمل بالأسطرلاب المسطح“.

– “الأرجوزة في الحدود“.

– “القصيدة في علم النجوم”  حفظت في كتاب البيروني “إفراد المقال” ترجمها وعلق عليها المستشرق “بنفري” (D.Pingree)

– “قصيدة زيج” بحسب المرزوباني هي قصدة طويلة جدا، تبلغ مع الشرح عشرة آلاف بيت.

المصادر: القفطي: أخبار العلماء؛ ص50. سوزكين: تاريخ العلوم، ج5/ص264؛ ج6/ص155. يمنى الخولي: بحوث في تاريخ العلوم عند العرب. زهير الكتبي: الموسوعة العربية؛ ج1/ص75؛ ج2/ص275.

عن د. محمد باباعمي

د. محمد باباعمي، باحث جزائري حاصل على دكتوراه في العقيدة ومقارنة الأديان، سنة 2003م، بموضوع: "أصول البرمجة الزمنية في الفكر الإسلامي مقارنة بالفكر الغربي"، وحصل على الماجستير في نفس التخصص سنة 1997 بموضوع: "مفهوم الزمن في القرآن الكريم"، وعلى دبلوم الدراسات المعمقة في العقيدة والفكر الإسلامي، سنة 1994م، بموضوع: "مراعاة الظروف الزمنية والمكانية، والأحوال النفسية، في تفسير الآية القرآنية". صاحب الدعوى العلمية لتأسيس "علم الزمن والوقت"، بإشراك ثلة من الباحثين والأساتذة. للاطلاع على السيرة الذاتية التفصيلية: https://timescience.net/2021/11/13/%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%b9%d9%85%d9%8a-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a8%d9%86-%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%89-%d8%b3%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%b0%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a9/

شاهد أيضاً

Al-Fazari

Ibrahim ibn Habib al-Fazari, Abu Ishaq (died in 160 A.H/ 777 A.D)  Muhammad ibn Ibrahim …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *