كتاب: التنبيه والإشراف

التعريف بالمؤلف:

المسعودي: هذا الرجل من أهل المغرب يعرف بأبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي من ولد عبد الله بن مسعود مصنف لكتب التواريخ وأخبار الملوك وله من الكتب كتاب يعرف بمروج الذهب ومعادن الجوهر في تحف الأشراف والملوك وأسماء القرايات كتاب ذخائر العلوم وما كان في سائر الدهور كتاب الاستذكار لما مر في سالف الأعمار كتاب التاريخ في أخبار الأمم من العرب والعجم كتاب رسائل. ابن النديم – الفهرست.

أبو الحسن، من ولد عبد الله بن مسعود صاحب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. ذكره محمد بن إسحاق النديم فقال: هو من أهل المغرب، مات فيما بلغني في سنة ست وأربعين وثلاثمائة بمصر. قال مؤلف الكتاب: والقول إنه من أهل المغرب غلط، لأن المسعودي ذكر في السفر الثاني من كتابه المعروف ب “مروج الذهب“: … وأوسط الأقاليم إقليم بابل الذي مولدنا به.. ياقوت الحموي – المعجم.

عالم، فلكي، حاسب، جغرافي، ففيه، محدث، جدلي، نظار، دياني، مؤرخ، ناسب، أخباري، فيلسوف، أديب. راوية وأنه كان ملماً بعدة لغات كثيرة كالفارسية والهندية واليونانية والروميّة والسريانية، وكان ذا حظ وافر من مختلف الثقافات التي وصل إليها علم الإنسان منذ بدأ الله الخلق إلى عصر المسعودي وهو غريب فيما ينقل، مبدع فيما يصف، قصاص بارع، ذو أسلوب جذاب، وعبارة ممتعة، وقد تتلمذ له كثير من العلماء والمؤرخين، وأكثروا من النقل عنه والتوفيق له. وهو كثير التنقل بالقارئ من تاريخ إلى علم إلى فقه إلى أدب وشعر إلى فلسفة إلى نقد، الى غير ذلك، مما يدل على أنه ذو ثروة علمية فذة. المحقق.

نبذة عن الكتاب:

قال المصنِّف في مقدمته: ” فإنا لما صنفنا كتابنا الأكبر في اخبار الزمان ومن أباده الحدثان من الأمم الماضية والأجيال الخالية والممالك الدائرة، وشفعناه بالكتاب الأوسط في معناه ثم قفوناه بكتاب “مروج الذهب ومعادن الجوهر في تحف الأشرف من الملوك وأهل الدرايات ثم أتلينا ذلك بكتاب “فنون المعارف” وما جرى في “الدهور السوالف” وأتبعناه بكتاب ذخائر العلوم وما كان في سالف الدهور، وأردفناه بكتاب “الاستذكار لما جرى في سالف الإعصار”، ورأينا أن نتبع ذلك الكتاب سابع مختصر نترجمه بكتاب “التنبيه والإشراف” وهو التالي لكتاب الاستذكار، لما جرى في سالف الإعصار نودعه لمعًا من ذكر الأفلاك وهيئاتها، والنجوم، وتأثيراتها، والعناصر، وتراكيبها، وكيفية أفعالها والبيان عن قسمة الأزمنة، وفصول السنة، وما لكل فصل من المنازل، والتنازع في المبتدأ به منها، والاستقصاء، وغير ذلك. وذكر الأقاليم السبعة وقسمتها، وذكر الأمم السبع في سالف الأزمان، وذكر الأفدية بين المسلمين والروم إلى هذا الوقت، وتواريخ الامم وجامع تاريخ العالم، والأنبياء، والملوك من آدم إلى نبينا محمد “صلى الله عليه وسلم” وحصر ذلك، وما اتصل به، ومعرفة سنى الأمم الشمسية، والقمرية، وشهورها، وكبسها، ونسميها، وغير ذلك من أحوالها، وما اتصل بذلك من التنبيهات على ما تقدم جمعه وتأليفه، وذكر مولد النبي “صلى الله عليه وسلم” ومبعثه، وهجرته، وعدد غزواته، وسراياه، وسواربه، وكتابه، ووفاته، الخلفاء بعده، والملوك، وأخلاقهم، وكتابهم، ووزرائهم، وقضاتهم، وحجابهم، ونقوش خواتيمهم، وما كان من الحوادث العظيمة الديانية، والملوكية في أيامهم، وحصر تواريخهم إلى وقتنا هذا – وهو سنة 345 للهجرة في خلافة المطيع”

بعد مقدمة يستعرض الكاتب فيها بعض كتبه التي ألفها وما حوت، وعن “التنبيه والإشراف” وما فيه ورد، افتتح مصنفه بأول باب هو: [ذكر الأفلاك وهيئاتها والنجوم وتأثيراتها والعناصر وتراكيبها وكيفية أفعالها] فلنبدأ بذكر الفلك الّذي نبهنا الله سبحانه عليه، وأشار في نص الكتاب اليه لما فيه من عجائب حكمته ولطائف قدرته وخصائص التدبير وبدائع التركيب.. إلخ.

ثم تتوالى أبوابه وهذه بعضها:

  • ذكر الأفلاك وهيئاتها والنجوم وتأثيراتها والعناصر وتراكيبها وكيفية أفعالها
  • ذكر البيان عن قسمة الازمنة، وفصول السنة
  • ذكر الرياح الأربع ومهابها وأفعالها وتأثيراتها وما اتصل بذلك من تقريظ مصر والتنبيه على فضلها وما شرفت به على غيرها
  • ذكر الأرض وشكلها وما قيل في مقدار مساحتها وعامرها وغامرها، والنواحي والآفاق وما يغلب عليها وتأثيرها في سكانها وما اتصل بذلك
  • ذكر الأقاليم السبعة وقسمتها وحدودها وما قيل في طولها وعرضها وما اتصل بذلك
  • ذكر قسمة الأقاليم على الكواكب السبعة- الخمسة والنيرين-
  • ذكر الإقليم الرابع ووصفه وفضله على سائر الأقاليم، وما خص به ساكنوه من الفضائل التي باينوا بها سكان غيره منها وما اتصل بذلك من الكلام في عروض البلدان واطوالها والأهوية والترب والمياه وتأثيراتها وغير ذلك
  • ذكر البحار واعدادها وما قيل في اطوالها وعروضها واتصالها وانفصالها، ومصبات عظام الأنهار اليها وما يحيط بها من الممالك وغير ذلك من أحوالها.

ثم هو يأتي على ذكر الأمم السبع في سالف الزمان ولغاتهم وآرائهم ومواضع مساكنهم وما بانت به كل أمة من غيرها وما اتصل بذلك، ليُفَصِّل في ملوك الفرس والروم والمسلمين من بعدهم، بدءا بمولد خير البرية صلى الله عليه وسلم.

في خاتمة آخر باب [باب خلافة المطيع] يقول المصنف: “ولم نعرض لوصف أخلاق المتقي والمستكفي والمطيع ومذاهبهم، إذ كانوا كالمولى عليهم، لا أمر ينفذ لهم.

أما ما نأى عنهم من البلدان، فتغلب على أكثرها المتغلبون، واستظهروا بكثرة الرجال والأموال، واقتصروا على مكاتبتهم بإمرة المؤمنين والدعاء لهم وأما بالحضرة، فتفرد بالأمور غيرهم، فصاروا مقهورين خائفين، قد قنعوا باسم الخلافة، ورضوا بالسلامة.

وما أشبه أمور الناس بالوقت إلا بما كانت عليه ملوك الطوائف بعد قتل الإسكندر بن فيلبس الملك داريوش وهو دارا بن دارا ملك بابل إلى ظهور أردشير بن بابك الملك…وأودعنا كتابنا هذا لمعا من ذلك، استذكارا لما تقدم من كتبنا منبهين على ما سلف من تصنيفنا.

وقد كان سلف لنا قبل تقرير هذه النسخة نسخة على الشطر منها، وذلك في سنة 344، ثم زدنا فيها ما رأينا زيادته، وكمال الفائدة به، فالمعول من هذا الكتاب على هذه النسخة دون المتقدمة’ اه.

= العنوان: التنبيه والإشراف
= المؤلف: أبو على أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني (المتوفى: 421هـ)
= تصحيح: عبد الله إسماعيل الصاوي.
= دار النشر: دار الصاوي – القاهرة.
= الطبعة: الأولى.  
= عدد الصفحات: 348
= عدد الأجزاء: 1.

عن د. محمد باباعمي

د. محمد باباعمي، باحث جزائري حاصل على دكتوراه في العقيدة ومقارنة الأديان، سنة 2003م، بموضوع: "أصول البرمجة الزمنية في الفكر الإسلامي مقارنة بالفكر الغربي"، وحصل على الماجستير في نفس التخصص سنة 1997 بموضوع: "مفهوم الزمن في القرآن الكريم"، وعلى دبلوم الدراسات المعمقة في العقيدة والفكر الإسلامي، سنة 1994م، بموضوع: "مراعاة الظروف الزمنية والمكانية، والأحوال النفسية، في تفسير الآية القرآنية". صاحب الدعوى العلمية لتأسيس "علم الزمن والوقت"، بإشراك ثلة من الباحثين والأساتذة. للاطلاع على السيرة الذاتية التفصيلية: https://timescience.net/2021/11/13/%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%b9%d9%85%d9%8a-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a8%d9%86-%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%89-%d8%b3%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%b0%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a9/

شاهد أيضاً

كتاب: علم البرمجة الزمنية

علم البرمجة الزمنية – البرنامج اليومي من خلال القرآن الكريم وحياة النبي الحكيم أدافع في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *