نتكشف الإمكان بالتركيز على الإنجاز الذي يجسّد الفكرة في سياقها، وبالعمل على المشروع الذي ينطلق من سؤال الأزمة وفقه المرحلة إلى الواقع العملي والدورة الحضارية؛ ونسعى في رسم معالم الطريق ونجتهد في ضبط مسار دقيق، ونتحيز لمعايير وقواعد صارمة أساسها الرشد.
من سؤال ماذا عملت فيما علمت؟ إلى “فن أن تعمل ضمن“، ومراودة إمكان الجماعة العلم/عملية، نؤسس “نواة المتحف” ونشارك “دعوى تأسيس علم جديد” ونغتنم الزمان ونرتب المكان لنسهم في “علم الزمن والوقت” سعياً في أن “يكون العمل المشترك أولاً وقبل كل شيء المدرسة التي تكوّن المسلم الجديد، الذي يستطيع مواجهة كل الظروف الاستثنائية، مثل التخلف؛ لأن مدرسة العمل المشترك تعلّمه أن الإرادة إذا حركت الإنسان تجعله يكتشف الإمكان. فالوطن أو المجتمع المسلم الذي يتحول إلى ورشة، سرعان ما يكتشف أن الإمكان الذي ينتظره مما في يد الآخرين لتغيير مصيره هو في يده منذ الآن” كما أكدّه مهندس الحضارة مالك بن نبي.
فإسهامنا في تجسيد المشاريع فعلياً وتصريـــفِ الأفكار ميدانياً يرتكز على أبعاد ثلاث:
- خدمة العلم بالفن وارتقاء العمل بالإبداع.
- إنجاز المشاريع وتصريف الأفكار حسب المرحلة وبقدر الموارد المتاحة في تحقق الإمكان.
- الصبر على التأسيس الأولي للنموذج والمثال والبذرة. وعدم التركيز على الثمرة والأثر والنتيجة.
المتحف في سياق حركية الفكر والفعل:
ففي سياق “إنتاج المعرفة” ضمن معهد المناهج تمَّ التركيز في البحث على مجال “علم المتاحف” “Museology” بهدف إنجاز “نواة متحف” يحمل خصائص نموذج الرشد ويسهم في “تأسيس علم الزمن والوقت”. والمتحف يستقطب الباحثين والطلبة وتلاميذ المدارس بهدف اكتشاف هذا العلم وتفعيله في الواقع.
فالمتاحف مؤسسات معرفية متحيزة تخاطب جمهوراً واسعاً وتصنع قناعاته وتغير سلوكه “ومن هذه النواحي، فإن المتاحف، مثل أسلافها، أنتجت موقعاً للسلطة والمعرفة في علاقتها بإعادة بناء مصغرة لنظام كلي من الأشياء والشعوب” (ميلاد المتحف، طوني بينيت). فمن مهام المتاحف التعليمُ والتثقيف وبناء الوعي، فللمتحف دورٌ أساسي في بناء المعرفة ونقلها وتثبيتها لدى مجتمعات المعرفة والجماهير العامة بأسلوب صريح يخدم المعايير المتحيزة والنماذج المهيمنة. فتوجب علينا إذاً أن نؤسس لسياقنا “نواة المتحف” بصيغة تخدم “علم الزمن والوقت” وتتحيز لنموذج الرشد.
والسؤال الذي انطلقنا منه كيف نتجاوز استحالة تأسيس متحف -كما في تأسيس علم جديد- وفق نموذج معرفي بديل يحاول أن يتخطى النموذج المهيمن؟ وكيف يمكن أن نؤسس للمتحف بوسائلنا البسيطة ومواردنا القليلة ضمن مؤسسة بحثية غير ربحية؟
مراحل تجسيد فكرة المتحف:
الفكر > الفكرة > الفعل
> الاختبار الأولي لفاعلية الفكرة > البحث حول الفكرة > التخطيط العملي > الصياغة الأولية > الانطلاق في إنجاز النموذج والمثال > التجربة والتغذية الراجعة >>>
- بحث حول علم المتاحف، بهدف التطبيق العملي في “نواة المتحف“.
- إيجاد الصيغة المتحفية التي تتوافق مع “علم الزمن والوقت“.
- تصميم المتحف وفق المعايير والوسائل المتاحة، وتجسيد العينة النموذجية.
“متحف علم الزمن والوقت”
ينطلق المتحف من نموذج الرشد، ليسند “دعوى تأسيس علم جديد” موضوعه “علم الزمن والوقت” للإسهام في الإمكان الحضاري بحركية الفكر والفعل. أساسه الفضول العلمي، ورفع الوعي التربوي، وتعزيز العملية التعلّمية.
أساس المتحف:
- عرض المقتنيات بقيمتها المعنوية وبعدها العلمي.
- استثارة السؤال وطرح الإشكالات لإنتاج المعرفة.
- تفاعل وتشارك الجمهور في بناء المتحف وتطويره.
أهداف المتحف:
- توظيف “علم المتاحف” في تأسيس “علم الزمن والوقت”.
- إبراز أهمية “علم الزمن والوقت” وتحريكه في البيئة التربوية والتعليمية.
- تفعيل نموذج الرشد ضمن فريق إنتاج المعرفة.
محاور المتحف:
- عرض علم الزمن والوقت.
- تصريف مخرجات علم الزمن والوقت.
- تفعيل علاقة الإنسان بالزمن والوقت.
أركان العرض:
- مصدر المعرفة، الوحي أولا.
- الآلة والقياس وزمن الإنسان.
- أثر الزمن في الطبيعة.
- أبعاد الزمن الكوني (لم ينجز بعد)
- تعليم الزمن والوقت.
دراسة وإنجاز المتحف
القائم بالأعمال: جابير بن موسى باباعمي