هي مصادر متجاوزة، تنطلق من قاعدة أنَّ العلم مشترك بين الناس، وأنَّ الحضارات تتعاقب، ولكل حضارة دور في البناء العلمي للبشرية؛ ولذا حاولنا قدر المستطاع أن نعتمد على ما وقع بين أيدينا من مصادر ومراجع، حول الزمن والوقت؛ في مختلف العلوم، ومن مختلف المذاهب، من أزمان متفاوتة… الخ.
ونحن نرفض أن نتحرر من محورية الغرب كلية، لنحل محلَّها محورية أخرى؛ وليس من الخلق بخس الناس أشياءهم؛ ولقد علَّمنا القرآن الكريم فقال: “ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ“، وقال: “وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا“. ومن هذا المدخل نفهم ونطبق معنى “أنَّ الإسلام دين عالمي كوني، وليس إيديولوجية محلية أو عرقية أو مذهبية”.
كما لا نقرُّ كون العالـِم في الغرب ملزمًا بجملة من المصادر الموثوق بها، والمسجَّلة ضمن العلم الرسمي، في دوائر علمية محدَّدة، لكي يبدأ في التجاوز والإبداع؛ خلافا للعالـِم في الشرق – اليومَ – فإنه يُلزم بأن يقرأ “علم الأولين والآخرين”، ويحاكم إلى جميع العلوم، وجميع العلماء، بكل اللغات… حتى يُسمح له بأن يُضيف حكما، أو مفهوما، أو نظرية، أو علما… الخ. (آينشتاين ونيوتن على سبيل المثال).
ولقد اقتصرنا في بيبليوغرافية “علم الزمن والوقت” على ما جاء باللغة العربية، سواء أكان مما أُلّف بها ابتداءً؛ أو مما تمت ترجمته؛ ذلك أننا لو فتحنا المجال إلى لغات أخرى، في جميع حقول الزمن؛ فإنَّ إمكاناتنا البحثية، والوسائل التي بين أيدينا، والوقت الذي يتسارع… لن يكون كافيا لتحقيق هذا الهدف.
غير أننا نضيف إليه ما ألف باللغات الأخرى، مما يحوم حول “الزمن والوقت” في الفكر الإسلامي عبر التاريخ، وما يعالج “الزمن والوقت” عند المسلمين في واقعهم المعاصر؛ ومن اللغات ما نمتلك أسبابه في مستوى “المجموع”، مثل اللغات الإنجليزية، والفرنسية، والتركية؛ ولكن أغلبها لا نمتلك بعدُ الوسيلة للاطلاع عليها، وستكون بحول الله تعالى ضمن مخطط “عشر سنوات” المقبلة.
ولقد انتهينا إلى قائمة، مع المعلومات الضرورية، لأكثر من 3550 عنوانا، ما بين مصدر ومرجع، مطبوع ومخطوط؛ كتاب أو مقال مرجعيٍّ؛ ولقد أغفلنا المقالات التي لا تتصف بالصفة المرجعية، لأنها كثيرة جدا. كما لم ندرج ما كان من المؤلفات حول الزمن والوقت بصفة غير مباشرة، مثل مصادر الفقه، وضمنها أبواب الصلاة وأوقاتها، والحج ومواقيته… الخ.
وحسب التقدير، فإنَّ العدد سيتضاعف عدَّة مرات، بعد سنوات من العمل والمثابرة بحول الله تعالى، ويذكر مثلا أن مرصد مراغة يحتوي على مكتبة متخصصة بها أكثر من 400 ألف مجلّد (صايلي، الرصد).
ولا ريب أنَّ أهم مصدر في فهم الزمن بكل أبعاده هو الوحي متمثلا في القرآن الكريم أساسًا، ثم في السنة النبوية تباعًا؛ ذلك أنهما مغيَّبان من الدراسات الزمنية العلمية، بحجة أنَّهما من “المصادر الدينية”؛ وأمَّا من يتعامل معهما بمنهج تراثيٍّ، فإنه غالبا ما يكون غير مستوعب للعلوم الزمنية، فتأتي أحكامه إمَّا قديمة، وإَّما خاطئة، وإمَّا مبالغا فيها، ولقد تكون عميقة ذات اعتبار أحيانا، وهذا ليس بالهيّن.
ويبقى الاكتشاف الكبير في الموسوعات القديمة والمعاصرة، من مثل “الفهرست لابن النديم”، و”إخبار الرواة” للقفطي، و”عيون الأنباء في طبقات الأطباء” لابن أبي أصيبعة، و”كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم” للتهانوي، و”الذريعة في أعلام الشيعة” للطهراني، و”تاريخ التراث” لفؤاد سوزكين، و”المدخل إلى تاريخ العلوم” لجورج سارطون، و”علم الفلك” لنيللينو، و”الموسوعة العربية السورية”… وغيرها.
وكذا جملة من المصادر والمراجع المعاصرة، من مثل: “الزمن وقياسه” لزافيلسكي، و”موجز تاريخ الزمان” لهاوكينغ، و”شروط النهضة” لابن نبي، “ومفهوم الوجود” لإيزوتسو، و”الزمن والنظام الاجتماعي” لروجير سيو، و”مفهوم الزمن” لقسوم، و”رقصة الحياة” لإدوارد هول… وغيرهم كثير.
أمَّا شبكة الأنترنت، والموسوعات المبثوثة فيها، فتبقى ظاهرة ذات فائدة كبرى لا يمكن تجاوزها، ومضارَّ لا تخفى لا يجوز إغفالها؛ والتعامل معها يتم بمنهج توليدي؛ غير أنَّ الغالب هو “تنزيل المصادر وطبعها ورقيا”، بهذا تحصلنا على كثير من المصادر في صورها الأصلية، إما مخطوطة وإما مطبوعة، وهو ما لم يكن متوفرا للباحث قبل سنين.