ليس للشيخ محمد الغزالي مذكرات مفصلة بالمعنى الأدبي للمذكرات، وإنما ثمة شذرات مبثوثة نشرت على شكل كتاب، لا يحمل التفاصيل الكافية التي تمكننا من استنباط البرنامج الزمني للشيخ؛ ولقد يسر الله تعالى، ضمن ملتقى الشيخ الغزالي أن التقيت بالدكتور محمد جعيجع، وهو الذي كان مرافقا وأمينا للشيخ الغزالي حتى في بيته، حين كان في الجزائر لسنوات (1984-1988م): وسألته عن عادات الشيخ اليومية، عن وظيفه في الجامعة، عن وقت نومه وحجم ساعات النوم، وعن وقت استيقاظه ، وعن رياضته، وورده اليومي، وعن استقباله للناس في بيته… . أي عمَّا يشكل جزئيات البرنامج اليومي للشيخ الغزالي ولقد استفدت منه ما يلي: – يقوم الشيخ من النوم وقت السحر، ويصلي ركعات قيام الليل، وهو مداوم على ذلك.
– ثم يصلي الفجر والصبح. – ثم يخرج من بيته إلى الحديقة (الجنينة) ليمارس رياضة المشي، وهو يتلو القرآن في ذات الوقت. – ثم يجلس للتأليف قبل شروق الشمس، وهو وقته المفضل، وإلى ما بعد الشروق غالبا. – ثم يفطر، ويتوجه إلى الجامعة مشيا أحيانا، وبالسيارة أحيانا.
– وهو أول من يدخل الجامعة على الساعة السابعة صباحا في أغلب الأوقات. – يعمل في الجامعة مدرسا ومشرفا وموجها، ومستقبلا للوفود العلمية… إلى غاية الظهر. – يعود إلى البيت ويصلي الظهر، ثم يتغذى، وينام القيلولة نوما خفيفا. – ثم يقرأ أو يؤلف إلى وقت العصر. – بعد العصر يستقبل الضيوف في بيته، وأحيانا تستمر الجلسات إلى وقت العشاء قال الدكتور جعيجع: “الحق أنَّ كثرة الزيارات تتعب الشيخ، وهو يتحملها ويقبلها بصدر رحب، رغم أنها تلتهم من وقته الكثير، وهو حيي لا يردُّ أحدا، حتى ولو كان طالب علم، أو زائرا متطفلا”. – بعد صلاة العشاء، يتعشى بوجبة خفيفة، وينام مبكرا نسبيا، بعد ساعتين أو ثلاث ساعات من وقت العشاء. ثم يذكر الدكتور جعيعج أنَّ كتابة المقالة عند الغزالي فن جدير بالدراسة ؛ فهو يكتب جميع مقالاته في صفحة واحدة مهما كان الموضوع يسترسل وكأنه يوحى إليه، ولا يتردد ولا يمحو شيئا يبدأ من أعلى الصفحة بـ”بسم الله الرحمن الرحيم إلى أن يوقع أسفل الصفحة “محمد الغزالي”؛ ويكون قد استوفى الموضوع حقه ومستحقه، وقد تجنب الإطناب ،الممل، والاختصار المخل”. أمَّا حين يسجل الشيخ حصّة تلفزيونية، وحديثُ الاثنين مثالا فهو آية فى ضبط الوقت يبدأ درسه، ولا ينظر إلى ساعة؛ وحين تدق ساعة الانتهاء، دون أن يذكّره أحد، يرتب جلوسه، ثم يقول: “وصلى الله على سيدنا محمد وينهي الدرس في أجله المبرمج له.