علم الزمن والوقت… تأسيس علم جديد

بعد الحفر في مئات العناوين، بمختلف اللغات، ومن مختلف التخصصات، بخاصة ما كان منها بالعربية أو ما ترجم إليها … انتهيت إلى: 

  • بناء “لائحة للعلوم الزمنية” بها العشرات من العلوم التي تعالج الزمن مباشرة، مثل: “الأزمنة والأنواء”، و”تاريخ الزمن”، و”فلسفة الزمن”، و”علم الساعة البيولوجية”، “علم قياس الزمن الفلكي”… الخ. 
  • ومئات العلوم، للزمن فيها نصيب أساسيٌّ، وفي الإمكان أن تدرج ضمن العلوم الزمنية، مع اعتبار هذا الحضور، من مثل: “التنجيم”، و”الفيزياء النسبية”… 
  • ولا يكاد علم يخلو من الزمن، بصيغة أو بأخرى، ومثال ذلك: التاريخ، النحو، علم الطب، الاستشراف، الإدارة…

لكن لم أجد ضمن أي تصنيف، ولا بين المصادر التي مسحتها، ولا في الموسوعات، علمًا يمكن أن يعرَّف على أنه “علم الزمن” أو “علم الوقت“، بله أن يكون ثمة “علم الزمن والوقت“؛ وأعني بالعلم ما سوف أشرحه في الفقرات التالية.

وقبل ذلك لماذا “الزمن والوقت“؟

في التراث العلمي المكتوب باللغة العربية أو ما اشتُق منها، والمؤسَّس على المصادر الأساسية: القرآن، والسنة، والشعر، واللغة، والعلوم… التي ألفت ضمن “الرؤية الكونية التوحيدية” نلاحظ أنَّ:

  • الزمن غالبا لما هو نظريٌّ: مفهوم الزمن، الزمن النسبي…
  • الوقت لما هو عمليٌّ: وقت الصلاة، الأوقات المباركة…
  • الزمان حين يكون مقابل المكان، أو يكون “فوق إنساني”، ومثال ذلك حين يكون مرادفا لاقتراب الساعة، أي “علامات آخر الزمان“.

ونعلن ابتداء عجزنا عن ترجمة هذا المعنى إلى اللغات الأخرى، من العنوان، وتجدون ذلك في الدعوات، وفي الشارة الفنية، ونستعين بكم لتدارك الأمر.ويكفي أن نحيل إلى علي عزت بيجوفيتش في قوله: “إنَّ القرآن كتاب حياة“، وإلى محمد إقبال في قوله: “يؤكد القرآن على العمل أكثر من تأكيده على الفكر” لنفسّر غياب مادة “زمن” من القرآن الكريم، وحضور مادة “وقت” بكل الصيغ الصرفية: “الوقت المعلوم“، “كتابا موقوتا“، “وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ … الخ. (انظر- جدول مادة الزمن في القرآن الكريم، ضمن مفهوم الزمن في القرآن الكريم).

عن د. محمد باباعمي

د. محمد باباعمي، باحث جزائري حاصل على دكتوراه في العقيدة ومقارنة الأديان، سنة 2003م، بموضوع: "أصول البرمجة الزمنية في الفكر الإسلامي مقارنة بالفكر الغربي"، وحصل على الماجستير في نفس التخصص سنة 1997 بموضوع: "مفهوم الزمن في القرآن الكريم"، وعلى دبلوم الدراسات المعمقة في العقيدة والفكر الإسلامي، سنة 1994م، بموضوع: "مراعاة الظروف الزمنية والمكانية، والأحوال النفسية، في تفسير الآية القرآنية". صاحب الدعوى العلمية لتأسيس "علم الزمن والوقت"، بإشراك ثلة من الباحثين والأساتذة. للاطلاع على السيرة الذاتية التفصيلية: https://timescience.net/2021/11/13/%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%b9%d9%85%d9%8a-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a8%d9%86-%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%89-%d8%b3%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%b0%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a9/

شاهد أيضاً

في وعي الإنسان بالوقت :: 04

النومُ آيةٌ من آيات الله ﷻ، لا يدركها إلاَّ من يتفكَّر ويُعمل عقلَه؛ أمَّا الغافل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *