إنتاج المعرفة ضمن مشروع “علم الزمن والوقت”

إنتاج المعرفة في سياق حضاري متأزّم هو عملية ليست بالمستحيلة ولكن تكتنفها الصعوبة والتحدّي؛ فالعلاقة بين الابستيم الذي هو جوهر المعرفة والأكاديم الذي يهتم بتنظيمها، لاتزال تكابد من أجل تحقيق التناغم في سيرها، فقد أبدعت لنا العلوم المعرفية في عصرنا حلولا تقنية كثيرة جمعت بين توليد المعرفة ونشرها وتخزينها وتطبيقها، ولكن أبدا لم تكن حيادية في تصوراتها بل كانت مصطبغة بأفكار من أنشأها ونشرها. 

إن استيراد أشياء الحضارة وتكديسها لن يمكّن للحضارة، بل قد يكون سببا في إعاقتها وتشوّه سيرها، وهذه الملاحظة نجدها صادقة في سياقنا الحضاري المتأزّم عندما نرى كيف أن تنظيم المعرفة في غير سياقنا كان دافعا للفعالية وحسن الأداء، بينما نجده عندنا أحيانا مثبّطا ومانعا من الحركة بسبب أثقال التنظيم وأشكال البيروقراطية. 

وتنظيم المعرفة لا يقل أهمية عن إنتاجها، بل هو في بعض الأحيان أهم، فكم من تراث ضاع، وكم من جهد قَصَر بصاحبه لأنه لم يعرف كيف ينظم العمل المعرفي. 

من أجل ذلك اهتم مشروع “علم الزمن والوقت” منذ البداية بتنظيم المعرفة حتى تحقق دورها الحضاري المنشود؛ فصُمّم لذلك برنامج تقني على “أكسس” ليحفظ العمل المنجز منذ بدايته قبل ثلاث سنوات، اتّسم بالبساطة والفعالية؛ فهو ليس متميّزا في شكله، ولكن يحقق الهدف المنشود منه وهو الحفظ وسهولة الوصول والاسترجاع (ينظر في الملاحق). 

كما اهتم المشروع بضرورة العمل الجماعي المشترك معتقدا أن “تقسيم الأدوار بين أعضاء “المتحد العلمي” إجراء مهم في إنتاج المعرفة وليس أمرا ثانويا، كما أنه ليس إجراء تفاضليا للتمييز بين الأعضاء، فكل دور في “المتحد العلمي” هو حلقة في سلسلة إنتاج المعرفة، فُقدان أحدها يعني فقدان العمل المكتمل في النهاية” (إنتاج المعرفة: جابر ناصر بوحجام)، لذلك أحاط المشروع خطواته بأعضاء كلٌّ يسهم بما أجاد؛ إشرافا علميا وفنيا، أداء تقنيا، وترجمة. 

برنامج “علم الزمن والوقت” قراءة معرفية: 

لقد تواصل العمل البحثي في هذا المشروع منذ بدايته بين الانطلاق المتواصل وبين الإحجام المؤقت، إلى آخر شهرين عندما تأكّدت الحاجة إلى ضرورة الإعلان عن “الدعوى”، وضرورة اقتحام هذه العقبة التي توارثناها جيلا عن جيل؛ أن الإنسان “غير الغربي” لا يمكنه أن يكون مؤسسا بل هو تابع ومقترح، فكان الهدف من وراء هذا الاقتحام هو التأسيس لتقليدٍ علميٍّ آخر في شهرٍ له دلالته في مسيرة “نموذج الرشد”؛ فهو الشهر الذي شهد انطلاقة “وسام العالم الجزائري” في الثاني من ماي 2007، وتواصل التكريم لمدة خمس عشرة سنة، ندعو الله القبول والمواصلة. 

هذا التقليد العلمي هو محاولة لإجابة عن سؤال وجودي معرفي: هل يمكن الإسهام في تأسيس المعرفة الإنسانية؟ 

يضم العمل 5 محاور أساسية هي: 

  1. التراجم 
  2. البيبليوغرافيا
  3. المفاهيم
  4. المقولات
  5. صورة الزمن عند الأعلام

ثم أدرجنا حيّزا لطرح الأسئلة والإشكالات، ومساحة لإدراج قنوات التواصل مع الباحثين. 

وانطلق العمل على بركة الله، وتمت أرشفته منذ حوالي 3 سنوات على أربعة مراحل: 

مرحلةالتاريخالتراجمالمفاهيمالبيبليوغرافياالمقولاتصورة الزمن عند الأعلام
120/11/20204552105
213/12/20205089312186107
305/01/2021612931240210781
427/04/20221080936354910898

وهذه قراءة في بعض الإحصاءات: 

  • أقدم تاريخ لعَلَم مُدْرج: 650م، وأحدث تاريخ: ولد عام 1952 ولا يزال حيا، أما أحدث تاريخ لمتوفى: 2011.
  • عدد المؤلفين المدرجة أسماؤهم من خلال البيبليوغرافيا: 1671 اسما.
  • عدد الحواضر العلمية التي تحرك فيها ومنها الأعلام: 1306، وأكثرها ذكرا بالترتيب: 
1بغداد9الأندلس17سمرقند25تونس
2دمشق10الموصل18مرو26إشبيلية
3القاهرة11فاس19الإسكندرية27الكوفة
4مصر12قرطبة20القدس28الهند
5مكة13البصرة21المدينة المنورة29تركيا
6أصفهان14خراسان22اليمن30حماه
7النجف15العراق23بيروت31نيسابور
8حلب16مراكش24الشام32تلمسان

C:\Users\Djaber\AppData\Local\Microsoft\Windows\INetCache\Content.Word\الحواضر العلمية.png

سحابة الكلمات: “الحواضر العلمية” 

واجهة قاعدة البيانات المستعملة في مشروع “علم الزمن والوقت”

مدير قسم إنتاج المعرفة: جابر ناصر بوحجام

عن جابر ناصر بوحجام

Researcher in sociology of science, Al-manahidj Institute- Algeria

شاهد أيضاً

في وعي الإنسان بالوقت :: 04

النومُ آيةٌ من آيات الله ﷻ، لا يدركها إلاَّ من يتفكَّر ويُعمل عقلَه؛ أمَّا الغافل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *